منتدى حوار الثقافات بأذربيجان يوصي بالتعايش السلمي والتعاون مع المغرب
منذ ١٤ يوم    هسبريس
على هامش اختتام المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات (1-3 ماي) في العاصمة الأذريبجيانية باكو، أكد المشاركون من مختلف أصقاع الأرض مرة أخرى على ضرورة الالتزام الكامل بتعزيز شروط التفاهم والاحترام والتعاون بين الدول من خلال ثقافاتها المختلفة، مشددين على ضرورة استدماج القيم التي تجعل التعددية الثقافية والتعايش السلمي للمجتمعات ثراء نفيسا وقيما لا غنى عنها. وسلم المشاركون في هذه النسخة، التي ظلت حسب العديد من الفاعلين “منتظرة” منذ توقفها بسبب ظروف الجائحة، بـ”أهمية الحوار كأداة لا مفر منها لتهيئة شرط التفاهم المتبادل وتسوية النزاعات وتشييد علاقات أصلها ومنتهاها السلام”، لافتين إلى قوة وسيلة “الحوار الحضاري” في مجابهة المشكلات الكونية المرفوعة، وأيضا في الدفع بالحاجة إلى التنمية المستدامة وعالم أكثر عدلا وشمولا. كما أشاد هؤلاء الذين حجوا إلى “الدولة الأوراسية” من بلدان عديدة بما اعتبروه “مبادرات وإنجازات تمخضت عن “عملية باكو” منذ عام 2008، ولاسيما نتائج المنتديات العالمية السابقة المعنية بالحوار بين الثقافات التي عقدت في سنوات 2011 و2013 و2015 و2017 و2019 في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان”. وأشارت الجهة المذكورة، التي ناقشت “الوضع العالمي” الموبوء بالمآسي والتصدعات القيمية والأخلاقية خلال ثلاثة أيام، إلى التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحوار بين الثقافات والأديان وإلى قرار اليونسكو لعام 2022 المعنون “عملية باكو.. تعزيز الحوار بين الثقافات والإدماج الاجتماعي من أجل السلام الدائم والتنمية المستدامة، الذي “يشجع”، حسبهم، مختلف الفاعلين الدول الأعضاء والشركاء المهتمين على مواصلة “دعم” هذه العملية. ولم يتوقف هؤلاء عند هذا الحد؛ بل تعهدوا بـ”دعم مبادئ المساواة والتسامح واحترام جميع الثقافات والأديان والمعتقدات، مع مواصلة دعم الحوار بين مجمل الثقافات والأديان”، معربين في الوقت نفسه عن قلقهم إزاء التهديدات المختلفة المطروحة في وجه التراث الثقافي للبشرية، بما في ذلك الآثار السلبية للهجرة غير النظامية وتغير المناخ والنزاعات المسلحة. ونادى “المتكلمون في قضايا السلام” بـ”الحاجة المحلة إلى انخراط الكل في نادي المحادثات التي لها مغزى قادر على تهشيم الانقسامات، ويمتن بالمقابل الشعور بالتعاطف والتراحم بين البشر”، داعين إلى “العمل” والالتزام الصريح بوضع اللبنات الأساس لتشييد عالم “يصرخ احتفاء” بالتنوع، ويتم فيه تبني قيم الشمول، ويجد فيه الجميع فرصة لإعلان اختلافه وإسماع صوته. وشدد “ممثلو مختلف الهيئات الدولية والمدنية والسياسية” على “قوة التبادل الثقافي والسياحة والفن والتراث الثقافي في مد الجسور وتعزيز التعايش السلمي بين البلدان والشعوب”، ثم عادوا إلى ما اعتبروه “دورا حاسما لعملية باكو على الصعيد العالمي في تيسير الحوار بين مختلف أصحاب المصلحة الذين يمثلون بلدانا من جميع القارات والمنظمات الدولية الرئيسية”. كما دعوا الحكومات والمنظمات الدولية إلى “منح الأولوية للحوار بين الثقافات بوصفه الأداة الرئيسَة لخدمة السلام والتفاهم والتعاون والازدهار”، غير مواربين في ما قالوا عنه “التزاما” بـ”تعزيز ثقافة الحوار والاحترام والتفاهم التي تتجاوز الحدود، وتسهم في السلام والأمن العالمي”. وحسب مصادر من الجهة المنظمة تحدثت إلى هسبريس، فقد “أدى المنتدى الدور المنوط به هذه السنة أيضا في إيجاد مساحة لكي تتكلم كل عقيدة إلى أخرى، ولكي ينظر كل شكل تديني إلى آخر كشرط وجودي للقضاء على التعصب الذي يكاد يفتك بمجتمعات كثيرة”، لافتين إلى ما سموه “الهم الأخلاقي النبيل في عالم يستوعب الجميع”، وفق تعبيرهم. من جهته، اعتبر سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، في كلمة عابرة لهسبريس، أن مشاركة المغرب في المنتدى تجعل فعالية النموذج المغربي مدرسة، من حيث قدرتها على ضمان الأمن الروحي للجميع، مسجلا أن البلد الشمال إفريقي أصبح مرجعا ومثالا لدول كثيرة يمكن أن تستفيد من تجربة غنية وقوية. تجدر الإشارة إلى أن النسخة السادسة من المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات، المنعقد تحت شعار “الحوار من أجل السلام والأمن العالمي.. التعاون والترابط”، والذي يأتي في إطار عملية باكو، نظمته وزارة الثقافة في جمهورية أذربيجان بالشراكة مع اليونسكو وتحالف الأمم المتحدة للحضارات ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة. The post منتدى حوار الثقافات بأذربيجان يوصي بالتعايش السلمي والتعاون مع المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.