فاطمة عاطف: جرأة المواضيع تخدم الأفلام .. والمؤثرون يتطاولون على الميدان
منذ ١٣ يوم    هسبريس
استطاعت الممثلة المغربية فاطمة عاطف بصم اسمها بحروف من ذهب في الساحة الفنية المغربية، بعد تألقها على مدار سنوات من مشوارها في مجموعة من الأعمال التي زاوجت من خلالها بين المسرح، بيتها الأول، والتلفزيون، ثم السينما التي فتحت لها أبواب النجومية وجعلتها تكلل مسارها المهني بتتويجات مهمة على الصعيد الوطني والدولي. في الحوار التالي الذي خصت به هسبريس على هامش مشاركتها بفيلم جديد ضمن مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان، تتحدث فاطمة عاطف عن السينما، وغيابها عن التلفزيون، ثم صراع الممثل والمؤثر ومواضيع أخرى. حدثينا عن حضورك في الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان الحضور في مهرجان تطوان يكون دائما مرغوبا فيه، لأنه مهرجان عريق وأصيل ولديه هوية وخصوصية، وهي سينما المؤلف التي نرغب في مشاهدتها كسينمائيين، وأنا سعيدة جدا بالحضور والمشاركة بفيلم “أبي لم يمت” لعادل الفاضيلي. كيف كان الاشتغال مع المخرج عادل الفاضيلي على مستوى السينما؟ صراحة، اشتغلت معه في التلفزيون قبل السينما وأعرف طريقة عمله، وكما أقول دائما إن التعامل معه سيف ذو حدين؛ إذ تستفيدين منه فنيا لكن يلزمك صبر الممثل معه، لأنك كأنك تشتغلين في مختبر تجارب لا توقيت محددا له، ويمكن أن تحضري لتصوير مشهد ما ولا يتم ذلك لأن المخرج لم يجد ما يجذبه، والدليل على ذلك هو شريطه الجديد الذي صور على مدار سنتين. شريط “أبي لم يمت” تضمن مشاهد جريئة، فهل كانت الجرأة ضرورية في معالجة القصة؟ دائما أفسر الجرأة بأنها متضمنة في المشاهد والمواضيع، وهذا الموضوع كان صعبا وجريئا يدخل في الطابوهات، لذلك لا يمكن الاشتغال عليه دون جرأة، وعندما تشتغلين على أمور من هذا النوع، فإنك لا تفكرين في المشاهد الجريئة. ووضع شخصيات تاريخية وإبرازها للجمهور بماضيها السياسي والاجتماعي، يجعلك ترين صدق المخرج في التطرق للقصة، سواء في المشهد الذي جمع البنيوي ونادية كوندا أو المشهد الذي جمعني بالمستعمر، حيث خاض فيه بعين طفل كأنك تشاهدين رسوما متحركة دون ميوعة مباشرة. أرى أن الجرأة في المواضيع وإيمان المخرج الحقيقي بالقضية دون ركوب عليها وبرغبة شديدة، عامل يوصل صدق الفيلم. ما سر غيابك عن الإنتاجات التلفزيونية في السنوات الأخيرة رغم حضورك في السينما؟ ليس بيدي حيلة، لكنني حاضرة في السينما، وهذا لا يلغي الحضور في التلفزيون، لأنني بدأت بالمسرح والشاشة الصغيرة ثم الكبيرة، لكن أحتاج للحضور في التلفزيون كذلك، خاصة أنه أصبح يتابع من فئة كبيرة، لكن بشروط. ما هي شروطك للحضور في الأعمال التلفزيونية؟ شروط الكتابة أولا، فأنا أحتاج دورا مكتوبا وليس تكميليا لأحد، وأن يكون مكتوبا بحرفية، وأحتاج مخرجا مؤمنا، وكاستينغ منسجما جدا لكي يوضع كل ممثل في مكانه الصحيح. ما هي معايير انتقائك للسيناريوهات المعروضة عليك؟ قليلة هي السيناريوهات التي تصلني وأفرح بها، صراحة. لكن تكون لديك فكرة على المخرج وتؤمنين به، فأحيانا لا يكون لديك سيناريو. مثلا، الفيلم الذي قدمته مع فوزي بنسعيدي لم نتوفر فيه على القصة كاملة، لأنها طريقة اشتغاله، لكن في الأخير إنه فوزي، وليس شخصا آخر. هل في نظرك نعيش اليوم في المغرب أزمة سيناريو حقيقية أم تجاوزنا هذه المرحلة؟ في السابق كنا نقول إن هناك أزمة سيناريو في السينما المغربية، لكن بعد ذلك لم نعد نحس بذلك كثيرا وأصبحنا نقول إن هناك سيناريو لكن يلزمنا مخرج، وبعد ذلك الكل أصبح يكتب، وهذا خطأ. المشكل الحقيقي هو أن فكرة لقاء سيناريست مع مخرج يجب أن ينتج عنها عمل رائع. لذلك، السيناريو مرتبط بالإخراج والرؤية الإخراجية. هل صراع الممثل والمؤثر بات ينعكس على الإنتاجات الفنية المغربية؟ وما رأيك في هذه القضية؟ كنت أقول إن الساحة تسع الجميع، لكن الآن أقول لا، لقد بلغ السيل الزبى. لا يمكن لمؤثر أن يأخذ مكان شخص آخر اتجه إلى هذا الميدان بشغف وحب ودراسة وتكوين. لذلك، يجب على الأشياء أن تصنف؛ هناك سينما تجارية ومنتجون لهم أموالهم فليستغلوها مع مؤثرين ومن يريدون ولكن يجب ألا تُدخل للجمهور شخصا من عالم آخر وتلغي الممثل المحترف والمكون أكاديميًا. لم أكن أتحدث عن هذا في السابق، لكن الآن أقول كفى، وأنا ضد ذلك؛ لأن هناك مجموعة من الأشخاص الذين تكونوا في معاهد عمومية ومتخصصة في المجال وخسروا أموالا من أجل الدراسة لا يجب التطفل عليهم. من هم الفنانون الشباب الذين ترين أنهم يحملون مشعل التشخيص في المغرب؟ هناك الكثير من الفنانين الشباب الممثلين. الحمد لله، لم تعد لدينا أزمة في الممثلين أو الممثلات. هناك مثلا ناصر أقباب وعبد الرحيم تميمي وشباب آخرون أراهم فوق خشبة المسرح والتلفزيون ويقنعونني بموهبتهم. كلمة أخيرة شكرا لهسبريس على هذا اللقاء؛ فأنا قليلة الظهور وأحرص على الانتقاء. وشكرا للجمهور الذي أقول له يمكنه مشاهدة جميع الأنواع السينمائية لكن يجب الوصول إلى مرحلة يختار فيها ما يناسبه. The post فاطمة عاطف: جرأة المواضيع تخدم الأفلام .. والمؤثرون يتطاولون على الميدان appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.