تقنيات أوروبية متطورة تحاول إقناع مهنيي القطاعات الفلاحية في المغرب
منذ ١٢ يوم    هسبريس
لم تكن الدول الأوروبية لتفوّت فرصة المعرض الدولي للفلاحة بمكناس دون المشاركة ضمنه، خصوصا مع كونه من أهم الملتقيات الفلاحية الوطنية والدولية كذلك ويهم أساسا تطوير العلاقات في المجال الفلاحي بينها وبين المغرب. إلى جانب إسبانيا (ضيف شرف الدورة) وهولندا وفرنسا، حضرت دول عديدة أخرى من التي تمثل القارة الأوروبية والاتحاد الأوروبي تحديدا، آملة في اكتساب فرصة للانفتاح على سوق جديدة فيما يخص تسويق الآليات والمنتجات الفلاحية ومحاولة تبادل الخبرات والتجارب. ويشهد “القطب الدولي” على مشاركة أوروبية مميزة بالدورة الحالية لـ”سيام”، من خلال ممثلين كُثُر يتوزعون على أروقة مميزة تضاهي حجم الخبرة التي اكتسبتها هذه الدول في تطوير وسائل الإنتاج بالقطاع الفلاحي وضمان الاستدامة في ظل التحديات المناخية القائمة. العارضون الأوروبيون الذين تحدثوا لهسبريس أكدوا “أهمية المعرض الدولي للفلاحة بمكناس ودوره في تقريب المنتجين الأوروبيين من الفلاحين المغاربة ونظرائهم من مختلف البقاع، في وقت يستهدفون تمكين هؤلاء من تقنيات حديثة ومتطورة في مجال الجني والزراعة”، مسجلين “وجود تطور ملحوظ في الإنتاج الفلاحي الوطني تزامنا مع بداية الانتقال إلى التقنيات الحديدة”. خبرة نمساوية فانسنت بييتش، مدير البرامج بالقسم التجاري لسفارة النمسا بالمغرب، قال إن “معرض الفلاحة بمكناس يساهم في إقامة نوع من العلاقة بين المنتجين النمساويين للتقنيات الفلاحية المتطورة مع الفلاحين المغاربة، حيث يضم رواقنا 5 عارضين لمختلف الآليات التقنية التي تهدف إلى عصرنة الإنتاج الفلاحي، في وقت نشارك للمرة الـ15”. أكد بييتش، في تصريح لهسبريس، أنه “من دواعي الفخر المشاركة في مثل هذه المعارض الفلاحية، خصوصا بالمغرب الذي يعد بلد فلاحي مهم ويظل شريكا فلاحيا للنمسا، في وقت يمكن لهذه الأخيرة دعم جهود الفلاحين المغاربة خصوصا فيما يتعلق بالمراقبة الميكانيكية للآلات الفلاحية”، لافتا إلى أن “النمسا والمغرب تجمعهما علاقات اقتصادية مهمة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن 12 في المائة من الصادرات المغربية للنمسا هي منتوجات فلاحية أساسا”. وتابع مدير البرامج بالقسم التجاري لسفارة النمسا بالرباط: “كنمساويين، نحن متقدمون نوعا ما في المجالات المتعلقة بالفلاحة والتنمية المستدامة”، مشيدا بتقدم المغرب هو الآخر في مجال الفلاحة، حيث ساعده غناه الطبيعي والموارد المهمة التي يتوفر عليها، ويمكن أن يعزز ذلك حظوظ عقد شراكات بين الطرفين في إطار رابح رابح”. اهتمام إيطالي قال روبيرتو تريبيا، مسؤول مبيعات بشركة إيطالية مختصة في إنتاج المعدات الفلاحية، إن “الحضور لمعرض كـ”سيام” يظل مهما، على اعتبار أن المغرب يشكل سوقا مميزة لنا بشمال إفريقيا، مما بإمكانه أن يكون يعطينا الفرصة للانفتاح على الفلاحين المغاربة وتمكينهم من آليات جديدة تدعم إنتاجيتهم الزراعية”. وأورد تريبيا، في تصريح لهسبريس، أنه “جرى جلب آليات فلاحية تشتغل بالبنزين والبطاريات كذلك، حيث تمكن من ربح الوقت عكس الآلات التقليدية المستعملة؛ فهناك آليات فلاحية يتم اعتمادها في جني الزيتون والفواكه بشكل يسمح بالحفاظ على جودتها دون تعريضها للتلف”، مشددا على “ضرورة توجه الفلاحين نحو التسلح بالتقنيات المضادة لتغيرات المناخ”. ونوّه المتحدث نفسه بـ”التطور الحاصل على مستوى الفلاحة المغربية، حيث جرى الانتقال بشكل مميز فيما يخص استعمالات الآلات الجديدة عوض القديمة”، موردا أن “تطوير القطاع الفلاحي رهين بتطوير التقنيات الفلاحية الموظفة”. “ماكينات ألمانية” نظرا لكون الموضوع يتعلق بالفلاحة وعصرنة الآليات الفلاحية، فإن ألمانيا لم تكن لتفوّت مثل هذه الفرصة، حيث حضرت عبر عارضيها الذين يمثلونها، آتية إلى العاصمة الإسماعيلية بتقنيات جديدة تروم تجديد وسائل الإنتاج لمواجهة التحديات المناخية ومحاولة التقرب من المهنيين المغاربة. نزهة زيداني، مسيرة بشركة مغربية موزعة للتكنولوجيا الفلاحية الألمانية، قالت إن “التكنولوجيا الألمانية، خصوصا في مجال الفلاحة، أبانت عن أهميتها، وهي في حد ذاتها قصة نجاح؛ فنحن كشركة مغربية نمثل بالمعرض التكنولوجيا الفلاحية الألمانية”. وفي خضم حديثها عن هذه التكنولوجيا لهسبريس، أكدت زيداني أن “من بين التكنولوجيات الألمانية في هذا الصدد تلك التي تهدف إلى تثمين النفايات العضوية واستخراج الغاز الأخضر منها/ البيوغاز، والذي يمثل طاقة خضراء جد مهمة في الوقت الراهن، فضلا عن “البيوفيغتيليزون” الذي يمكن أن يحل محل الأسمدة الفلاحية الصناعية”، مسجلة “حرصا مستمرا على المشاركة بمعرض الفلاحة”. وعادت المتحدثة لتوضح أن “التقنيات التي تجلبها الشركة تهم أساسا تحويل النفايات العضوية إلى مصادر نظيفة للطاقة، حيث يظل الطموح الوصول إلى حوالي 30 محطة من هذا النوع بالمملكة”، مبرزة أن “الفلاحة المغربية بإمكانها الاستفادة من الوسائل التي توفرها الخبرة الفلاحية الألمانية”. The post تقنيات أوروبية متطورة تحاول إقناع مهنيي القطاعات الفلاحية في المغرب appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.