المالك: المغرب رائد في حوار الثقافات .. ومحمد السادس يدعم قيم التعايش
منذ ١٥ يوم    هسبريس
في سياق عالمي يشهد على نفسه بتنامي “خطابات الكراهية” في مختلف الأصقاع، وفي سياق محلي تشكو فيه الأقليات الدينية بالمغرب من “هضم حريتها في اختيار ضمير ينفلتُ من قبضة الملّة الإسلامية”، يظهر المغرب بلداً يحظى بـ”مصداقيّة” في تدبير التنوع الثقافي وتحصين نمط العيش المشترك، وهو ما يزكّيه سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). المالك الذي يشارك في المنتدى العالمي السادس حول حوار الثقافات، المنعقد بالعاصمة الأذريبجيانية باكو، اعتبر أنه يعدّ “غنيا عن البيان” أن المغرب “يزخر بتعدّد ثقافي وحضاري ثري، وذلك بفضل تاريخه العريق وتنوعه الجغرافي وموقعه الاستراتيجي، الذي جعل منه ملتقى لحضارات وثقافات مختلفة، ومن السمات المميزة للبلاد نجاحها الكبير في تدبير التعايش والتسامح السائدين بين أتباع الديانات السّماوية فوق أرضها”. ولم ينكر المدير العام للإيسيسكو، ضمن دردشة مع هسبريس على هامش المنتدى، أن المغرب “يلعب دورا مهما في تعزيز الروابط الثقافية بين دول العالم الإسلامي”، مؤكدا أن احتضان العاصمة الرباط مقرا لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة خير دليل على ذلك، حيث تحظى المنظمة بدعم كبير من البلد تحت قيادة الملك محمد السادس، سيرا على خطى والده الملك الحسن الثاني، الذي وصف المنظمة بأنها “ضمير العالم الإسلامي”. وسجل المتحدث في السياق ذاته أن البلد الشمال إفريقي صار “نموذجا رائدا في تكريس الحوار بين الثقافات على المستوى الدولي”، مذكراً بـ”الاستقبال الرسمي التاريخي” الذي خص به الملك محمد السادس البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عام 2019، حيث أكدا في خطابيهما بالمناسبة على ضرورة مكافحة التعصب بالتضامن والتربية على التسامح والتعايش بين أتباع الديانات السماوية، والتصدي للتطرف وكل أشكال الخطابات العنيفة”. وتابع المالك قائلا: “المملكة المغربيّة تؤسس منذ قرون لتحالفات ومنتديات تكتسي أهمية كبيرة في لم الشمل بين الديانات والحضارات”، لافتاً إلى ما عدّه “جهودا مشهودة” لقيادة البلاد، من ضمنها “إحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي يندرج في سياق استراتيجية المملكة لمحاربة التطرف من خلال التربية، حيث يستقبل شباب العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية، ويتخرج منه أئمة مساجد ومرشدات ومرشدون دينيون”. وأوضح المتحدث لهسبريس من “البلد الشّيوعي” السابق أن الرباط تسعى من جهة أخرى إلى “مدّ جسور التعاون الثقافي بشكل مستمر مع دول العالم، من خلال إنشاء وتوقيع عدد من الاتفاقيات واستضافة الأنشطة والمؤتمرات الثقافية الرامية إلى الزيادة في الإشعاع الثقافي واحتلال الثقافة المكانة المرموقة المنوطة بها”، و”تعلب دورا كبيرا في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز السياحة الثقافية لاكتشاف التراث الثقافي والتاريخي الغني للمغرب”. وتحدّث سالم بن محمد المالك عن احتضان المغرب مبادرات وأنشطة عدة تكرس للحوار بين الثقافات على مستوى العالم، منها المنتدى التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي حضر أعماله بمدينة فاس يومي 22 و23 نونبر عام 2022. كما نظمت الإيسيسكو بمدينة مراكش الندوة العلمية الدولية: “الدبلوماسية الحضارية.. قراءات متقاطعة”، بالشراكة مع جامعة القاضي، التي توجت بإصدار إعلان مراكش نحو تشكيل مفهوم الدبلوماسية الحضارية، الذي يقدم العديد من الحلول الناجعة لمعضلات المنتظم الحضاري الدولي. The post المالك: المغرب رائد في حوار الثقافات .. ومحمد السادس يدعم قيم التعايش appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.