الشمسي يعود إلى سنين سواء الجحيم
منذ ١٠ ايام    هسبريس
عن مؤسسة باحثون للدراسات والأبحاث والنشر والاستراتيجيات الثقافية، صدر للروائي المغربي محمد الشمسي عمله الروائي الرابع بعنوان “سواء الجحيم”. يعود الكاتب محمد الشمسي من خلال روايته هذه للنبش “في سنوات الاختطاف السياسي، مستلهما قصة المختطف عبد الرحمان الذي التقاه الكاتب سنة 1995 إثر العفو الشامل على جميع المعتقلين السياسيين والمختطفين حينما كان الكاتب طالبا جامعيا يعد بحثه لنيل شهادة الإجازة في العلوم القانونية تحت عنوان [اللجوء السياسي، هجرة الرسول (ص) نموذجا].” يمزج الشمسي، وفق الورقة التقديمية لهذا العمل الأدبي، “الواقع بكثير من الخيال، يتجاوز فيه حدود الأثر الجسدي للاختطاف ومختلف طرق التعذيب داخل الأقبية القصية، إلى تفشي أثر الاختطاف على أسرة المختطف ومحيطه”. ومن بين شخصيات الرواية “[أمي يامنة]، التي فقدت ابنها عبد الرحمان فجأة وهو الابن الذكر الذي رزقت به بعد ست بنات، وبعد أن بلغت هي والمرحوم قاسم من الكبر عتيا، ثم [عائشة] زوجة إبراهيم غيلاس رفيق عبد الرحمان في المحجز الموحش، ثم ابنته [أمل] التي تركها في سنتها السادسة ولم يتم لها قصة الليلة”، ثم يشعل الكاتب الرواية “بحرارة اشتياق الأم لابنها والابن لأمه، وتوق البنت لأبيها والأب لابنته، ولهفة الزوجة على زوجها والزوج على زوجته، بأسلوب اختلط فيه النثر بالشعر، والخواطر بالمذكرات”. وتتابع الورقة: “في المعتقل السري يكتشف عبد الرحمان قرآن إبراهيم غيلاس، الذي لقبه بـ[الشلح]، ذلك الرجل الذي يتألم ويتنفس بالقرآن ليملأ على رفاق المحجز غربتهم واغترابهم بصوته الشجي المفعم بعبارات القرآن القوية التي كانت ترج حيطان المحجز رجا، وليثأر لهم من الرماديين حراس المعتقل الشداد الغلاظ ومن رئيسهم كبيرهم الذي علمهم القسوة والفظاظة.” ويرصد الكاتب “مناظرات المختطفين وسجالاتهم خلف أسوار معتقلهم بمشاربهم الفكرية المختلفة والمتعددة، يعرض أسباب اختطاف كل واحد منهم، مثلما يعلن منهل ومذهب كل واحد منهم؛ فعبد الرحمان طالب حديث التخرج من كلية الحقوق، وهو يساري ضحى به رفاقه لإبرام صفقتهم مع النظام، وإبراهيم غيلاس ساعي البريد الذي رفض زواج وزارة الداخلية بالأحزاب والنقابة.” ويطلق عبد الرحمان على المعتقل “لقب [سواء الجحيم] إسوة بما سمعه من قرآن إبراهيم غيلاس”، كما يرمى بالضابط إدريس رفقة المختطفين، عقب فشل محاولة الجيش في قلب نظام الحكم، ليلتحق بـ”سواء الجحيم” ويروي الضابط “حلم الجنرال البشير في تحقيق المعجزة.” ويستمر الكاتب في “فتل خيوط الإثارة في روايته لمدة 20 سنة، تتسلل فيها رسالتا عبد الرحمان وإبراهيم غيلاس من خلف أسوار سواء الجحيم وتصل إلى أهلهما؛ فـ”هل سيغادر البطلان ومعهما باقي المختطفين سواء الجحيم؟ وماذا تغير في المجتمع في غيابهم؟ من وإلى ومن خذل؟ ومن صان ومن خان؟”. يذكر أن الكاتب محمد الشمسي محام بهيئة المحامين بالدار البيضاء، عمل صحافيا مهنيا، وسبق أن صدرت له ثلاث روايات، هي: “الضريح” سنة 2020، و”نوار الفول” سنة 2021، و”صحراؤنا يا الغالية” سنة 2022. The post الشمسي يعود إلى سنين سواء الجحيم appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.