حرب غزة تُعيد أحداث فييتنام الى الذاكرة الأميركية
منذ ٩ ايام    موقع العهد الأخبارى
رأى الكاتب الأميركي تشارلز بلو أن الرفض الشعبي في الولايات المتحدة للحرب التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على طاع غزة أعاد إلى الأذهاب حقبة الحرب الأميركية في فيتنام، وما رافقها من احتجاجات شعبية ومواجهات مع الشرطة الأميركية.  وفي مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان شبح حراك مناهضة الحرب عام ١٩٦٨ عاد، ذكّر لو بأن المتظاهرين الرافضين لحرب فيتنام اصطدموا مع قوات الشرطة خلال أعمال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو عام ١٩٦٨. وأشار الكاتب إلى ان المتظاهرين الشباب وقتها كانوا نشؤوا في عصر شهد احتجاجات مستمرة وفاعلة، مثل تلك المرتبطة بحركة الحقوق المدنية والحداد الوطني بعد اغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي والناشط المعروف مارتن لوثر كينغ الذي كان قد أعرب عن معارضته لحرب فيتنام. وتابع الكاتب ذلك الجيل كان مهيّأً للتظاهر حيث كانت القناعة الأخلاقية تشكّل أرضية الغضب حيال حرب فيتنام، والتي قال إنها كانت الحرب المتلفزة الأولى حيث شاهد الأميركيون أهوال الحرب، مشيرًا إلى أن الحراك المناهض للحرب وقتها بدأ في الجامعات بشكل أساس لينمو بعد ذلك. وبينما لفت الكاتب إلى أن الفصل الدراسي ينتهي حيث يعود الطلاب إلى ديارهم للعطلة الصيفية، نبه إلى أن رفض الحرب في فيتنام لم ينتهِ مع انتهاء العام الأكاديمي. كما أضاف بأن جهات منظمة وضعوا خططًا لمظاهرة كبرى قبل أشهر من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام ١٩٦٨، حيث اعتزموا المضي في المظاهرة بغض النظر عن الحصول على موافقة السلطات، لافتًا إلى أن طلابًا من مختلف أنحاء البلاد شاركوا في المظاهرة. وقال بلو إن المشهد ذاته يتكرر اليوم... جيل الشباب على وجه التحديد في حالة ذعر بسبب ما يشاهده.. هذا الجيل أيضًا نشأ وسط حركات احتجاجية، مثل: Occupy Wall Street وBlack Lives Matter وغيرهما.  كما لفت إلى أن أكثر من ١٠٠٠ رجل دين مسيحي في أميركا من ذوي أصول أفريقية دعوا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. ونبّه إلى أن المظاهرات المناهضة للحرب تنتشر في الجامعات الأميركية. وتابع الكاتب الفصل الدراسي سينتهي قريبًا على غرار ما حصل عام ١٩٦٨، وبأن الطلاب سيعودون إلى ديارهم لقضاء الإجازة الصيفية، ما يعطيهم المزيد من الوقت ويوفر الطاقات كي تركز المساعي على المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شهر آب/أغسطس المقبل. كذلك نبّه إلى أن الجهات المناهضة للحرب بدأت من الآن تخطط لتظاهرات كبيرة في مكان انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. واعتبر الكاتب أن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لهذا العام هو الأهم من عام ١٩٦٨، عندما نظّم المحتجون الرافضون لحرب فيتنام وحركة تحرير ذوي الأصول الافريقية مظاهرات ضخمة جرى قمعها بالعنف. وتحدث الكاتب عن دعم وازن للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأميركيين الشباب يدعمون وقف إطلاق نار دائم في غزة بنسبة خمسة مقابل واحد، وذلك وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة هارفارد. كذلك استشهد باستطلاع نظمته جامعة كوينيبياك كشف أن نسبة ٥٣ في المئة من الديمقراطيين يعارضون إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى إسرائيل في إطار دعم الأخيرة في حربها في غزة. وأضاف الكاتب أن إدارة بايدن ترى على ما يبدو أن بإمكانها اللعب على عامل الوقت وبأن الشغف سيتراجع في النهاية وسيصوت الناخبون الديمقراطيون لصالح بايدن. وخلص الكاتب في نيويورك تايمز الى أن ذلك إنما هو مغامرة متهورة، وأن استياء المتظاهرين والعديد من الناخبين يتخطى موضوع السياسة الخارجية، موضحًا أن العديد يرون أنهم يشهدون إبادة جماعية ساعد على ارتكابها رئيس أميركي كانوا دعموه، وختم هم يشعرون بأنهم متورطون شخصيًا في نزاع يزداد فيه عدد الوفيات دون نهاية تلوح في الأفق.. المسألة أخلاقية بالنسبة لهؤلاء، وموقفهم لن يتغيّر بسهولة.