انتفاضة في الجامعات الأميركية لأجل غزّة.. وإدارة بايدن تسعى لشيطنتها
منذ ١٠ ايام    موقع العهد الأخبارى
تشهد أبرز الجامعات الأميركية احتجاجات مطالبة بوقف العدوان على غزّة، مطالبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف الحرب والدعم العسكري لجيش الاحتلال لما يرتكبه من جرائم إبادة بحق الفلسطينيين، وبلغت حدّة الاحتجاجات أن لجأت إحدى الجامعات إلى إلغاء التعليم الحضوري، وقامت بطلب شرطة مكافحة الشغب إلى حرمها لفضِّ الاحتجاجات ووصلت الأمور إلى اعتقال بعضهم، في حين أفادت تقارير إعلامية عن فصل بعض الطلاب المحتجين الداعمين للقضية الفلسطينية. وفي هذا الصدد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ علي مراد في حديث لموقع العهد الإخباري، أن أقلّ ما يمكن القول حول الأحداث التي تجري في الجامعات الأميركية أنَّها انتفاضة طلابية تشهدها جامعات النخبة التي تقوم الولايات المتحدة بالاستثمار فيها من أجل إنتاج نخب يعملون في الإدارة الأميركية خصوصًا في إطار السياسة الخارجية والدبلوماسية العامة حول العالم بما يحسِّن صورة أميركا، مؤكدًا أنَّ أصل حصول تمرّد أو انتفاضة في هذه الجامعات يحرج الولايات المتحدة الأميركية. وقال إن الانتفاضة الآن في الجامعات مرتبطة بالعدوان المستمر على غزّة، ويمكن أن تشبّه الحالة الآن بما حصل في أواخر الستينيات في ذروة الحرب الأميركية على فيتنام، إذ كان هناك حراك يساري للطلاب الأميركيين ضدّ استمرار الحرب، مشيرًا إلى أنَّ التيار المعارض للحرب لطالما كان موجودًا في أميركا، وبطبيعة الحال فإن المؤسسات الأكاديمية والجامعات هي الحاضنة لهذا التيار. إلّا أنَّ المفارقة بحسب مراد، أن هناك اليوم ما هو إضافي عما كان في فيتنام، إذ إننا نرى التطور الحاصل في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ونقل صور جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في غزّة بشكل أسرع، بحيث تشكّل حافزاً أكبر للطلاب والاقتناع بشكل أكبر بالانتفاض، لافتًا إلى أنَّ الطلاب يرون أنَّهم أعطوا إدارة بايدن الفرصة لعدّة أشهر للقيام بوقف العدوان على غزّة ولكنه فشل. وأضاف مراد أنَّ المنتفضين اليوم  يرون أنَّه آن الآوان ليقوموا بالتغيير بأنفسهم عبر الاعتصام والتظاهر الذي يمارسونه في الجامعات. وحول الرأي العام الغربي، قال إنَّ هناك أكثر من توجّه في الرأي العام الغربي، إذ إن التيار الصهيوني أو المتصهين ينظر بعين الخطر لهكذا نوع من التحركات ويسعى إلى قمع هذا التحرك، أمّا التيار الليبرالي التقدمي فهو مؤيِّدٌ ومساندٌ لحراك الطلاب بينما التيار الديمقراطي الليبرالي الطاغي يشعر بالتهديد، شأنه شأن التيار الصهيوني، موضحًا أنَّ 70% من اللوبي الصهيوني ينطوي تحت الحزب الديمقراطي الذي يمثله بايدن. وأكَّد مراد أنَّ انتقال الانتفاضة من جامعة إلى أُخرى يشير إلى تنظيم يقف خلف هذه التحركات، وهو بحسب مراد التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي يمارس أنواعًا من الاعتراض والاحتجاجات منذ بداية العدوان على غزّة، إذ حاول سابقًا الاعتراض في الكونغرس، ومارس عدّة أنواع من الاعتصامات أمام مسؤولين في الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أنَّ لهذا التيار وجوداً كبيراً في أغلب الجامعات الأميركية.  ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى أنَّه قبل سياسة القمع التي تُمارس اليوم حاولت إدارة بايدن استمالة المحتجين وقدمت لهم إعفاءات من القروض، لاستكمال تعليمهم بالجامعات بهدف تجاهل ما يجري في غزّة.  وأردف مراد أنَّ الإدارة الأميركية مع اللوبي الصهيوني مع المحافظين، الجمهوريين، الإنجيليين المتصهينيين، يعتبرون أنهم إذا لم ينجحوا في قمع هذا التحرُّك في الجامعات فإن الحالة ستُعمم وتنتشر، لذلك تستنفر الإدارة الأميركية الآن في محاولة شيطنة التظاهرات والانتفاضة وإظهارها على أنها حركة معادية لليهود وبذلك تهمة ما يُسمّى معاداة السامية حاضرة، مشدّدًا على أنَّ اللوبي الصهيوني اليوم يحاول وصم كلّ من يدعو إلى وقف الحرب وإلى رفض استمرار الحرب على أنه معاد للسامية. كما أشار إلى أنَّ الرأي العام الأميركي يُساق مع الإعلام الطاغي سواء قنوات متلفزة أو صحف أساسية، لافتًا إلى أنَّ وسائل الإعلام الجديد (وسائل التواصل الاجتماعي) تجاوزت الرقابة، وأوصلت صورة مختلفة كليًا للخطاب الرسمي، لذلك هم يحاولون بالتوازي مع قمع الطلاب تقييد بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك كون إحدى الوسائل الأساسية التي لجأ إليها المنتفضون للاطلاع على حقيقة ما يحصل في قطاع غزّة، وبما أنهم لا يستطيعون التحكم بالتطبيق لجؤوا إلى محاولة وضع اليد على التطبيق أو حجبه. وفي ختام حديثه لموقع العهد الإخباري، رأى مراد أنَّ ارتفاع وتيرة الاحتجاجات والمطالبات بوقف العدوان لن تؤثر على السياسة الخارجية الأميركية وقرار بايدن بوقف الحرب.انتفاضة في الجامعات الأميركية لأجل غزّة.. وإدارة بايدن تسعى لشيطنتها الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ علي مراد لـالعهد: في البداية حاولت إدارة بايدن استمالة المحتجين إلّا أنها فشلت.