قطاع الطاقة وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني
منذ ١٤ يوم    الإتحاد
على الرغم من النجاحات المستمرة التي تحققها دولة الإمارات في تنويع اقتصادها الوطني، ووصول نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 74.4% في النصف الأول من عام 2023، فإن قطاع الطاقة يبقى محتفظاً بمكانة راسخة في تحقيق النمو الاقتصادي والازدهار المستدام. وفي الواقع، فإن هذه المكانة الخاصة التي يتمتع بها قطاع الطاقة في اقتصاد دولة الإمارات لا تعود إلى قيمة ما يولده من الناتج المحلي الإجمالي فحسب، بل تعود في الأساس إلى الكفاءة الاقتصادية منقطعة النظير لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في قيادة قطاع النفط والغاز لتحقيق الرؤى الوطنية الطموحة.وقد عقدت «أدنوك للإمداد والخدمات»، الشركة المتخصصة بمجال الخدمات اللوجستية والبحرية لقطاع الطاقة، في 30 أبريل 2024، اجتماعاً للجمعية العمومية بعد استكمال عملية الاكتتاب العام الأولي القياسي في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنجاح في يونيو 2023، ووافق المساهمون خلال الاجتماع الذي ترأسه معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة «أدنوك للإمداد والخدمات» على توزيعات نهائية للأرباح النقدية بقيمة 477 مليون درهم، وذلك عن النصف الثاني من السنة المالية 2023. وقال الجابر: «خلال العام الماضي، تجاوز الاكتتاب العام الأولي لشركة أدنوك للإمداد والخدمات عرض الطلب بـ163 مرة، ما يجعله الطرح العام الأولي الأكثر طلباً على مستوى العالم في عام 2023 أثناء الإدراج».ومما يدعو للفخر والاعتزاز بالكفاءة الاقتصادية لمجموعة «أدنوك»، أنها وضعت لنفسها بصمةً دولية متميزةً وصورةً مشرقة في سوق الطاقة العالمي، لتتوالى الشهادات الدولية على ذلك. وكان أحدث هذه الشهادات، حصول مجموعة «أدنوك» على لقب العلامة التجارية الأعلى قيمة في دولة الإمارات وثاني أعلى العلامات التجارية قيمة في إقليم الشرق الأوسط بأكمله.وفي سياق متصل، فقد ارتفعت قيمة العلامة التجارية لمجموعة «أدنوك» بنحو 7% خلال عام 2023، لتصل إلى 15.2 مليار دولار. ولنجاحاتها الرائدة في برامج التنويع الاقتصادي وسياسات الاستدامة البيئية، حازت علامة مجموعة «أدنوك» أيضاً على تصنيف AAA القياسي في مؤشر BSI الدولي.وجدير بالذكر أن هذا التصنيف الدولي الرائد لم يكن ليتحقق من دون الجهود الجبارة التي تبذلها مجموعة «أدنوك»على الصُعد كافة، محلياً وإقليمياً ودولياً، تلك الجهود التي تستثمر بعناية في علامتها التجارية، وتراعى فيها أعلى معايير الجودة لتضمن ريادة قطاع الطاقة العالمي بالشمول، والابتكار، والاستدامة.لقد قامت فلسفة مجموعة «أدنوك» في تحقيق كفاءتها الاقتصادية المشهودة على تطوير أنشطة متكاملة ومترابطة للقيمة في صناعات النفط والغاز، بداية من أنشطة الاستثمار والإنتاج وصولاً لأنشطة التجارة والتوزيع واللوجستيات. وعلى امتداد هذه السلسلة المنتشرة عالمياً، يضمن هذا الشمول النزول بتكاليف الإنتاج والصعود بالأرباح لأعلى مستوياتها، وهذا ما تؤكده سنوياً القوائم المالية لمجموعة «أدنوك» ويظهره انتشار علامتها التجارية ومنتجاتها الموثوقة في جهات العالم الأربع.وإيماناً من مجموعة «أدنوك» بالأهمية القصوى للابتكار الرقمي والتكنولوجي، بَنت المجموعة تحالفات استراتيجية مهمة، خاصةً استحواذها إلى جانب شركة «G42» للذكاء الاصطناعي مؤخراً على حصة في شركة «برسايت» الرائدة في مجال البيانات والتكنولوجيا الرقمية، لترسخ بذلك مكانتها في سلسلة القيمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يُعزز قدراتها على تسريع التحول الرقمي في أنشطتها الإنتاجية المنتشرة عالمياً، ويسرّع إمكاناتِها في خلق فرص ابتكارية في قطاع الطاقة العالمي.ومن المؤكد أن تطور القدرات الابتكارية لمجموعة «أدنوك» على النحو السابق يُعد ضمانة أساسية لنجاحها البيئي الذي تنعقد عليه خطط التخلص من الكربون الزائد من الغلاف الجوي، إذ تخصص لها المجموعة بشكل أولي نحو 84.4 مليار درهم، كما استثمرت مؤخراً في شركة «ستوريجا» الرائدة عالمياً في تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه.وتأسيساً على هذه الجهود، تزداد قدرات مجموعة «أدنوك» بصورة مطردة لإيجاد حلول ابتكارية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ضمن أهدافها المعلنة لتحقيق انبعاثات صفرية لغاز الميثان بحلول عام 2030، وضمن خططها للحياد المناخي بحلول عام 2045، لتحافظ بذلك على مكانتها في مقدمة العمل المناخي الدولي، وتستمر بصمة مميزة للاقتصاد الوطني في المستقبل.