فقيد الإمارات.. طحنون بن محمد
منذ ١٤ يوم    الإتحاد
مثّل رحيل الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله تعالى، مصاباً جللاً أفجع شعبَ دولة الإمارات العربية المتحدة وأحزنه. وقد سجَّل الراحلُ مسيرةَ عطاء زاخرة وغنية بالمهام والإنجازات والتضحيات، إذ بذل كلَّ ما بوسعه من أجل بلده خلال مسيرة ممتدة كان فيها رفيقاً للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وترك الشيخ طحنون بصمات مهمة في جميع المواقع التي تولى المسؤولية فيها، وأثرى تجربة الدولة وخبرات أجيالها بأفضل أداء. كما ساهم في استمرار مسيرة النهضة والتنمية، وذلك من خلال المناصب التي أوكلت إليه طوال مسيرة حياته العملية. وقد ابتدأ الفقيدُ مسيرتَه العملية إلى جانب الشيخ زايد، فتولى مسؤولياتٍ مهمةً وقدم فيها أفضل عطاء اعتماداً على معارفه النظرية وخبراته العملية التي نهل جلّها من الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان ملماً أفضل إلمام بأحوال مدينة العين على الخصوص، وذلك منذ أن أصبح ممثلاً للحاكم في منطقة العين. لقد عاصر، رحمه الله تعالى، فترات مهمة من عمر دولة الإمارات العربية المتحدة وتاريخها المعاصر، وبالخصوص إبان انطلاق مسار التطور والنهوض القوي عقب تأسيس الدولة وخلال الفترات الماضية من عمر الاتحاد.لقد ترك الراحل الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله تعالى، بصماتِه المهمةَ للغاية في حياة الوطن وفي ما تحقق لصالحه من إنجازات ومكتسبات ومشروعات ضخمة في منطقة العين بالخصوص. وما من شك في أن مثل هذا الأمر له التأثير البالغ في نمو أي مجتمع ونهضته، وعلى الغالب فهو نقطة انطلاق لكل أبناء الوطن في هذا المجال. لقد كان الشيخ طحنون ممن عملوا بهمة وتصميم قويين مع الشيخ زايد من أجل إنجاز المشروع الاتحادي الذي تُوّج في يوم الثاني من ديسمبر عام 1971 بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد شغل قبلها منصب وزير البلديات والزراعة منذ فاتح شهر يوليو عام 1971، كما تم تعيينه ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي في يوم التاسع من شهر أغسطس من العام نفسه.ويمكننا القول بهذه المناسبة الحزينة، ودون أدنى شك، بأن الإنجازات التي تحققت بمشاركة الفقيد شكلت حافزاً كبيراً لأجيال شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت لبنةً مهمةً في صرح المبادئ والمفاهيم التي انتظمت مسيرةَ الإنجاز والبناء في دولة الاتحاد، والتي تحققت خلالها الأهداف وتجسدت الرؤى المستقبلية للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.رحمة الله تعالى على فقيد الإمارات والخليج والأمة العربية الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان وأسكنه فسيحَ جناته وألهم ذويه ومحبيه وسائر مواطني دولة الإمارات الصبر والسلوان.وهذه تعازينا الحارة في رحيل الفقيد، لقيادة دولة الإمارات وشعبها، وعلى الخصوص لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. *كاتب كويتي