عقيد القوم.. نور العين
منذ ١٤ يوم    الإتحاد
فجعت الإمارات برحيل قامة وطنية إماراتية رفيعة باسقة، أسهمت، وعلى مدار عقود من الزمن، في إثراء مسيرة النهضة الشاملة في الدولة، ووضع بصماته الخالدة فيها. ترجّل فارس فذ من فرسان أبناء الإمارات، وبوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تكون الإمارات قد فقدت أحد أعمدة الرعيل الأول في مسيرتها ونهضتها المباركة.طحنون بن محمد اسم خلدته ذاكرة الأجيال، واستقر في سفر الخلود وتاريخ الوطن، الوطن الذي تفانى في خدمته فقيد الإمارات الكبير، عقيد القوم، عميد شيوخنا من آل نهيان الكرام، الرجل الذي كان رفيقاً وسنداً وعضيداً للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونور منطقة العين الذي كان ولما يزيد على خمسة عقود يتولى شرف تمثيل الحاكم في المنطقة الشرقية التي أصبحت فيما بعد بمسمى «منطقة العين».كان الشيخ طحنون بن محمد، عليه رحمة الله ورضوانه، أنموذجاً للرجال الذين نهلوا من معين حكمة المؤسس، طيب الله ثراه، في الإخلاص والتفاني والبذل والعطاء، ومتابعة شؤون المواطنين وإسعادهم.وفي مختلف محطات المسؤوليات الوطنية التي تحمّلها، حرص على وضع بصماته الخاصة بجهد ومثابرة، وحضور يأسر القلوب.كان الحاضر القريب من المؤسس لدى تشكل ذلك الحلم التاريخيّ عند مخاضات وإرهاصات المشروع الاتحادي الذي غدا اليوم صرحاً شامخاً بعزيمة زايد وإخوانه المؤسسين والرجال الذين حملوا الأمانة الغالية من بعده. وكان فقيد الوطن بالهمة ذاتها والنشاط والعمل المتواصل أينما دعاه الواجب الوطني، ونسج علاقة خاصة مع أبناء منطقة العين، فكان بمثابة الوالد والأخ الكبير للجميع، يلجأون إليه في مختلف الأحوال والظروف. كان قريباً منهم في حلهم وترحالهم، يقف على شؤونهم وشجونهم، ولم يكن ليهدأ له بال إلا بعد إنجاز أمورهم بروح تنم عن الحس العالي بالمسؤولية والواجب، وذلك ديدن الرجال الذين تربوا في مدرسة زايد الخير، وسيظل خالداً في الوجدان.تشهد كل روح وحبة رمل، وكل حجر وشجر في منطقة العين بالدور الكبير لفقيد الوطن في ترجمة وتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة في تطويرها وتنميتها بالبناء على الإرث الخالد لزايد فيها لتصبح واحة الإمارات الغناء.إن العين، بل العيون كلها لتدمع، وإنّا على فراقك يا بوسعيد لمحزونون، تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرته، وأسكنك الفردوس الأعلى، وألهم شيوخنا من آل نهيان الكرام، والجميع الصبر والسلوان.