طحنون بن محمد.. ترحل الرجال وتبقى الفعال
منذ ١٥ يوم    الإتحاد
رحل عنا الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، رحمه الله، وترك إرثاً ممتداً لأجيال عامرة في أبنائه العشرة.ترى ما هي أهم مزايا هذا السند الأول للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما كان حاكماً لمدينة العين لعقدين من عمر الزمن. كان الشيخ طحنون البذرة الأصيلة لبناء صرح الاتحاد، وهو العمل الذي تجني الدولة ثماره لأكثر من نصف قرن.تعلم سموه الكثير على يد الشيخ زايد طوال عشرين عاماً، خاصة صفة القرب من الأهالي والإحساس بأنه واحد منهم، يشاركهم الأفراح والأتراح وضيق الحال وسعة الرزق.كانت مدينة العين بالنسبة للشيخ زايد محور اهتمامه، وتحظى برعايته، وبعدما غادرها وأصبح حاكماً لأبوظبي، اطمأن بأنه ترك مدينة العين أمانة بيد الشيخ طحنون الرجل الذي نال ثقته في إدارة شؤون مدينة العين بعد انشغاله بتنظيم الهيكل الإداري لحكومة أبوظبي الواعدة.والذي يلقي نظرة فاحصة على المناصب السيادية التي تولاها، ابتداء من رئاسته لدائرة الزراعة وبلدية العين وصولاً إلى ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وبينهما مناصب أخرى كبيرة، لا يشك بأنه كان الساعد الأيمن للشيخ زايد في بناء أبوظبي خطوة بخطوة.لقد ذاع صيت الشيخ طحنون وزادت شهرته من تواصله المباشر مع أهل مدينة العين، خاصة في منطقة الواحات، حيث سخر كل مناصبه الرسمية لخدمة الشعب والدولة.ومن صور وفائه للشيخ زايد، طيب الله ثراه، إشادته بتخصيص عام 2018، عام زايد، وجعله مناسبة وطنية من الاحتفاء والاحتفال به، لمرور قرن على زمن ميلاده.وقد أقر سموه بأن الشيخ زايد احتل مكانة فريدة في قلوب وعقول أبناء الوطن، وسيظل خالداً في الذاكرة بعدما نجح في بناء الإنسان أولاً، وتحقيق النهضة الحضارية في زمن قياسي. وأوضح أيضاً بأن الشيخ زايد كان محور فلسفة تنمية الدولة منذ توليه الحكم، وكان يردّد دائماً بأن الثروة لا تجدي نفعاً إذا لم توظف في خدمة الإنسان، ولذلك كان جل تركيزه على أهم قطاعين في الدولة التعليم والصحة.وبفضل إرادته القوية تم توفير سبل الراحة والرفاهية كافة لشعب الإمارات، وأصبحت الدولة مثالاً يُحتذى به في الحاضر والمستقبل.وأكد الشيخ طحنون أن الشيخ زايد كان يحث شعبه على غرس القيم النبيلة في نفوسهم، وبذل المزيد من الجهد لخدمة الوطن وازدهاره.ولم يرحل الشيخ طحنون عنا، حتى ترك لنا كلمات أخيرة وكأنها وصية محكمة للأجيال، سطرها بمداد عطائه، وفي أعز مناسبة للدولة، في يومها الوطني، وكأنه ذكرى أول يوم التأسيس.فقد أكد في هذه المناسبة أن ما وصلت إليه دولة الإمارات من تطور وازدهار خلال العقود الماضية، دليل واضح على إخلاص أبنائها وعطائهم المستمر ضمن مسيرة مباركة استهلها الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث اجتمعت القلوب والرؤى وأثمرت دولة قوية ونموذجاً فريداً في التنمية الشاملة.لسنا في صدد حصر المآثر، لعجزنا عن ذلك، فأين الثرى من الثريا، هؤلاء رحلوا عنا والوطن يشعر بألم فقدهم نعم، ولكن فعالهم خالدة فينا تتحدث عنهم.وأقول: إن الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان كان رجل دولة، رحمه الله رحمةً تبلغ به عنان السماء، وجعل مثواه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.*كاتب إماراتي