شخصيات إسلامية.. أبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه
منذ شهر    الإتحاد
الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه، ورد في فضله مجموعة من الأحاديث، منها: ما رواه أنس رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»، (صحيح البخاري، 4382). وهوعامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أُهَيْب بن ضبَّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان. ويقفون في نسبته عند فهر فيقولون «الفهري»، وقيل: إن فهر هو قريش، وأول مَن تلقَّب بقريش. وقد اشتُهر بكنيته والنسبة إلى جده، فيقال: أبو عُبيدة بن الجرَّاح، وهو يجتمع مع النبي محمد عند فهر بن مالك، فالنبي من أولاد غالب بن فهر، وأبو عبيدة من أولاد الحارث بن فهر.وعن أنس رضي الله عنه: أن أهل اليمن قدموا على رسول الله ﷺ فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلمنا السنة والإسلام، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: «هذا أمين هذه الأمة»، (صحيح مسلم، 1419).وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة»، (سنن الترمذي (3747).وأبوعبيدة أحد السابقين الأولين، وشهد له النبي ﷺ بالجنة، وسماه أمين الأمة، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة، وأشار به يوم السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر، ومناقبه شهيرة جمة، روى أحاديث معدودة، (سير أعلام النبلاء للذهبي، 3/ 5).ولقد أحبه النبي ﷺ، وصرح للصحابة رضوان الله عليهم بحبه، وأثنى عليه، ومات وهو عنه راض، وكان رضي الله عنه حريصاً على معرفة خير الناس ليكون منهم، فقد قال: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ قال: «نعم، قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني»، (مسند أحمد، 16976).وكان رضي الله عنه زاهداً في الدنيا، بعث أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه: هلم حتى أستخلفك، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن لكل أمة أميناً، وأنت أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة: ما كنت لأتقدم رجلاً أمره رسول الله ﷺ أن يؤمنا. وأرسل عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف أو بأربع مئة دينار وقال للرسول: انظر ما يصنع بها. قال: فقسمها أبوعبيدة، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها قال: فقسمها إلا شيئاً قالت له امرأته: نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر قال: الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا، (الطبقات لابن سعد، 3/ 413).وكان أبو عبيدة موصوفاً بحسن الخلق، وبالحلم الزائد، والتواضع، حتى قال فيه عمر لجلسائه: «أتمنى لو أنها مملوءة رجالاً مثل: أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، (فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل، 1280).توفي أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، عن ثمان وخمسين سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ورضي الله عن صحابة رسول الله ﷺ.