جدة حامل تتبرع بنخاع العظم لإنقاذ حفيدتها الرضيعة
منذ ١٤ يوم    الإتحاد
هدى الطنيجي (أبوظبي) نجح «مركز أبوظبي للخلايا الجذعية» في إجراء زراعة نخاع العظم لطفلة تم تشخيص إصابتها بمرض كرابي، وهو اعتلال جيني نادر يهدد الحياة، حيث يبقى الطفل المصاب على قيد الحياة مدة 5 أو 6 سنوات فقط، ويتدهور خلالها الجهاز العصبي للطفل. ويعكس هذا الإنجاز الأول من نوعه في الدولة التزام «مركز أبوظبي للخلايا الجذعية» لإيجاد علاجات حديثة ومتطورة للأمراض النادرة، ولدفع عجلة الابتكار والتقدم الطبي على مستوى الدولة والمنطقة. وينجم مرض كرابي الوراثي النادر عن نقص في إنتاج مادة المَيَالين، وهو الغطاء الواقي للأعصاب في الدماغ، ويؤدي هذا النقص إلى تلف شديد في الأعصاب، وتعطل الجهاز العصبي، ولا بد من تدخل طبي عاجل قبل بلوغ الطفل ثلاثة أشهر من العمر لمنع حدوث تلف كبير في الدماغ،  من شأنه تهديد حياة الطفل، ما يعكس أهمية الكشف المبكر للمرض والتشخيص.وكان قد تم إجراء عملية زراعة نخاع العظم للمولودة قبل بلوغها ثلاثة أشهر بصورة عاجلة، فبعد البحث عن متبرع من أقاربها تبين تطابقها جينياً مع جدتها، ولكن الجدة كانت حاملاً حينها، ولا ينصح بإجراء التبرع خلال الحمل، ولحسن الحظ كانت الجدة في الشهر الثامن من الحمل، وبسبب تطابقها تماماً مع الطفلة والحاجة إلى سرعة تنفيذ الزراعة، فقد تم توليد الجدة «قيصرياً» في بداية الشهر التاسع، بالتعاون مع مستشفى الكورنيش، حيث قام فريق مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بإجراء عملية سحب نخاع العظم، خلال عملية الولادة، وتحت التخدير ذاته من دون أضرار جانبية على صحة الجدة المتبرعة والمولودة.وتوضح هذه الحالة الدور المهم للتشخيص والتدخل المبكر في علاج مرض كرابي، حيث تظهر 90% من الحالات بين عمر شهر، وسبعة أشهر من العمر.وعليه، قام كل من الدكتورة مانسي ساشديف، استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة النخاع لدى الأطفال، والدكتور ديفيد دينيسون، استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم، بالتعاون مع الدكتورة سليمة واني استشارية أمراض النساء والولادة في مستشفى الكورنيش، والفريق الطبي، بجمع الخلايا الجذعية من الجدة خلال عملية الولادة. كما تم تحضير الطفلة لزراعة نخاع العظم لبضعة أيام، ومن ثم تم نقل الخلايا الجذعية المتبرّع بها لها في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.ومن جهتها، قالت الدكتورة ساشديف: «تمثّل عملية زراعة نخاع العظم للطفلة إنجازاً طبياً في معركتنا ضد الأمراض الوراثية، كما تُؤكد قدرتنا على تقديم رعاية دقيقة ومتقدمة هنا في أبوظبي من خلال برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، الذي يضم نخبة من أطباء أمراض الدم وزراعة نخاع العظم للأطفال والبالغين، والمجهّز بأحدث المختبرات والأجهزة الطبية. وأضافت: نحن مركز للتميز في زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم معتمد من قبل دائرة الصحة أبوظبي، ونؤمن بأهمية التعاون بين الأطباء والمؤسسات الطبية المختلفة الذي يمكننا من تقديم رعاية شاملة للمرضى، وهو ما قدمناه للطفلة، حيث نجحنا في تقديم العلاج اللازم لها في الوقت المناسب، وذلك بالتعاون مع مستشفى الكورنيش». وبدوره، سلط الدكتور دينيسون الضوء على النتائج المهمة لهذه العملية قائلاً: «إن مستويات الإنزيم، التي كانت تقترب من الصفر سابقاً، أصبحت بعد إجراء الزراعة ضمن النطاق الطبيعي لدى الطفلة. ومع استمرار وجود الإنزيم بالمستوى الطبيعي، تمثل زراعة نخاع العظم علاجاً لمرضها، وهو العلاج الوحيد لمرض كرابي».وقالت الدكتورة سليمة واني: «إن التعاون في علاج الطفلة بين مستشفى الكورنيش ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية يعكس مدى التزامنا بتطبيق أعلى معايير سلامة المرضى، والحصول على الدعم اللازم، ووضع صحتهم أولوية، ويدل نجاح العلاج على أهمية مثل هذا التعاون بين المؤسسات الصحية لتقديم رعاية شاملة للمرضى».وتقدّم زراعة نخاع العظم نتائج واعدة في المستقبل للمرضى الذين يعانون هذا المرض، وغيره من الأمراض الوراثية. وتسهم الجهود التي يبذلها «مركز أبوظبي للخلايا الجذعية» في توسيع آفاق علاج الاضطرابات الوراثية المختلفة، ما يتماشى مع التزام المركز بتقديم علاجات شافية مبتكرة.