أطفالنا والقراءة.. طريق الإبداع والتفكير النقدي
منذ ١٤ يوم    الإتحاد
خولة علي (دبي) تعتبر القراءة وسيلة مهمة في تطوير شخصية الطفل وتعزيز قدراته العقلية والعاطفية والاجتماعية، والتي تفتح له آفاق المعرفة والعلوم في شتى المجالات، وفي خضم ما يواجه الطفل من الملهيات الكثيرة، فإن عملية تعزيز ثقافة القراءة في كل أسرة مسؤولية مهمة تقع على عاتق الآباء والمعلمين، وذلك بتشجيع الأطفال على القراءة منذ الصغر، وتوفير البيئة المناسبة التي ستساهم وستمهد لهم الطريق في تأسيس جيل قارئ ومثقف لتتشكل بها مستقبل الأطفال وتطلعاتهم، ومع انطلاق فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، نتعرف على آراء الخبراء من التربويين وتجارب لآباء نجحوا في غرس بذور القراءة في أطفالهم وشبوا على حب القراءة التي أصبحت جزءاً من نشاطهم اليومي، ووقودهم في تحقيق المزيد من النجاحات. بداية، يشير علي الطنيجي، معلم لغة عربية، إلى أن القراءة غذاء للعقل، وتأثير القراءة على حياة الطفل لا يمكن إغفاله، فهي تمثل مفتاحاً أساسياً في تطوير شخصيته وتعزيز قدراته العقلية والعاطفية، ويضيف: «عندما تتاح للأطفال فرصة القراءة منذ الصغر، تفتح أمامهم عالماً من الإمكانيات والتجارب الثقافية التي تُغذي عقولهم وتُحدث تأثيرات إيجابية على نموهم الشخصي، فالقراءة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي مصدر غني بالمعرفة والترفيه والتعبير الفني». وعن تأثير القراءة على الطفل يوضح الطنيجي أن أحد أهم الجوانب التي تؤثر فيها القراءة على حياة الطفل هو تطوير مهارات اللغة والتواصل، فمن خلال قراءة القصص والكتب يتعرف الطفل على مجموعة متنوعة من الكلمات والتعابير والهياكل الجميلة، مما يساعده على تنمية مفرداته وتحسين قدراته على التعبير عن أفكاره ومشاعره بوضوح ودقة، بالإضافة إلى ذلك، تعمل القراءة على توسيع خيال الطفل وتنمية قدرته على التفكير الإبداعي. تأسيس للشخصيةتوضح هيا القاسم، مستشار قرائي للأطفال، قائلة: «القراءة من أهم القيم والعادات التي إذا امتلكها الطفل منذ الصغر فإننا نؤسس شخصية مثقفة واعية ناضجة والأهم أنها مستقلة قادرة على اتخاذ قراراتها بشكل مدروس وواضح وأكثر إيجابية». وتضيف: «لا بد أن تعي الأسرة دورها في تأسيس جيل محب للقراءة وشغوف بها من خلال إيجاد بيئة تساعد وتحفز على القراءة، وذلك من خلال تشكيل مكتبة منزلية تضم خانات مخصصة لكتب الأطفال، وتخصيص وقت عائلي للقراءة. وأيضاً استغلال المحافل الثقافية كمعارض الكتب والمكتبات العامة لتكون وجهة للأسرة». من جانبها، تقول فاطمة الحمادي، صاحبة منصة للتحفيز على القراءة: «مما لا شك فيه أن للقراءة دوراً في تنمية قدرات الأطفال اللغوية وتطوير شخصيتهم، وتساهم في توسيع مفهومهم للعالم، وتعزز مهارات الاستماع والتفكير النقدي، وتثري مخزون مفرداتهم». ولتعزيز القراءة كسلوك يومي، أوضحت الحمادي أنه يمكن تخصيص وقت محدد في اليوم للقراءة، وتوفير مكان هادئ ومريح. ويمكن أيضاً تحفيزهم بتقديم مكافآت مثل الإشادة أو الهدايا بعد انتهائهم من الكتب، وانتقاء الكتب التي تجذب الطفل للقراءة من خلال مراعاة اهتماماته ومرحلة عمره، والاختيار من بين الكتب ذات الرسومات الجميلة والقصص الشيقة والشخصيات المثيرة.الوقت المناسبوعن تجربة الآباء في تحفيزهم أطفالهم على القراءة يشير عبدالعزيز محمد إبراهيم، ولي أمر، إلى أن التحدي الأكبر لأسرته هو إيجاد وقت مخصص للقراءة بين ضغوط العمل والحياة اليومية المزدحمة، لكن بالتنظيم والتخطيط المسبق تمكنت الأسرة من العثور على الوقت المناسب للقراءة معاً، وهذا الوقت أصبح من أجمل اللحظات التي يقضونها سوياً، وأكثرها إثراءً لروح العائلة. ويؤكد أنه يحرص على إثراء المخزون الثقافي لأبنائه من خلال تبادل معلومة قصيرة أو لغز، ووضع أسئلة ثقافية لتنشيط الذاكرة، وقد لاحظ وبسرور كبير تطور قدرتهم على التركيز وحل المشاكل بذكاء خلال هذه الأنشطة.فيما تضيف صفية علي، قائلة: «تجربتي تتلخص في جعل القصص التي أقرأها لأطفالي ممارسة عملية وأنشطة ترفيهية تعمل على تثبيت المعلومات وغرس القيم وتعلم مهارات لها تأثير إيجابي على أطفالي، فعندما أقرأ لهم القصص أحاول دائماً جعل القصة جزءاً من حياتهم اليومية، وبعد القراءة نقوم بأنشطة متعددة مثل الرسم، أو اللعب بأدوار الشخصيات، أو حتى تجربة بعض الوصفات المرتبطة بالقصة». تأثير القراءةيتحدث الدكتور راشد الزحمي، باحث وأستاذ جامعي، عن تأثير القراءة على أبنائه، قائلاً: «كان لي ولزوجتي دور فعّال في غرس حب القراءة في أبنائي، حيث كنا نشاركهم في قراءة القصص والكتب التعليمية بانتظام، ونحثهم على استكشاف مصادر المعرفة المتنوعة ونحفزهم على تطوير مهارات القراءة والبحث وتحري الحقائق، ومن خلال تبادل الكتب بينهم، تعلموا مهارات التعاون والمشاركة، ونمت روح الانفتاح والتسامح فيما بينهم، فالقراءة ليست مجرد هواية، بل أداة قوية لتحقيق التميز والنجاح في حياتهم».اكتشاف أحدث الإصدارات وتعشق أمل العبدولي القراءة منذ الصغر، فوجدت في صفحات الكتب عوالم متنوعة مليئة بالمغامرات والمعرفة، فدائماً ما تتحرى فرصة حضور المعارض الدولية للكتب مثل معرض الشارقة ومعرض أبوظبي، حيث تتاح لها فرصة اكتشاف أحدث الإصدارات والاطلاع على تشكيلة واسعة من الكتب التي تثري معرفتها وتشبع فضولها. وكان للقراءة دور مهم في تطوير مهاراتها الكتابية، بالإضافة إلى تحسين مهاراتها في الحوار والمناقشة، مما رفع من مستوى تحصيلها الأكاديمي. فعلاقتها بالقراءة مستمرة بشكل يومي.