«بحر الثقافة» تتناول الواقعية في أدب نجيب محفوظ
منذ ١٥ يوم    الإتحاد
فاطمة عطفة (أبوظبي) تابعت مؤسسة «بحر الثقافة» تقديم فعالياتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ونظمت أول أمس عدة جلسات ثقافية غنية ومتنوعة، وجاءت الجلسة الأخيرة يوم أمس الأول بعنوان «الواقعية في أدب نجيب محفوظ»، تحدث فيها د. محمد بن العزيز العميريني، رئيس قسم الماجستير في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدار جلسة الحوار الشاعر ياسر سعيد دحي، مقدماً لمحة علمية عن المحاضر الذي شغل عدة مناصب أكاديمية في المملكة العربية السعودية وفي الصين واليابان، وطرح عدة محاور بدءاً من مفهوم الواقعية كمذهب في لأدب ونشأتها وأهم خصائصها الأدبية.واستهل د. العميريني حديثه مشيراً إلى أن مصطلح «الواقعية» ظهر بأوروبا في الدراسات النقدية في منتصف القرن التاسع عشر، وحتى اليوم تعددت الآراء حول مفهومه، وأوضح أن هذا المفهوم تطور ومر بعدة مراحل.ورأى المحاضر أن من الصعب تحديد السنة التي ظهر فيها مذهب الواقعية في الأدب العربي، مشيراً إلى أن هناك شبه إجماع على بدء ظهوره كان قبل الخمسينيات، واستشهد بأن د. محمد غنيمي هلال أيد بعض الباحثين في أن ظهور الواقعية عند العرب كان سنة 1948. وفي مصر بدأت بظهور ديوان «قصائد في القتال» لكيلاني سند، وذلك مع ارتفاع صيحات تدعو إلى المشاركة في النضال الشعبي، وكان سلامة موسى أول دعاة الواقعية لأنها في رأيه «ممارسة الفن لخدمة الإنسان». وبعد هذا العرض التاريخي المستفيض والمهم ومن خلاله، كان نجيب محفوظ حاضراً كمثل أعلى في ثنايا الحديث، وكانت أعماله هي الأمثلة التي يشير إليها المحاضر د. محمد بن عبد العزيز، بداية من أول رواية نشرها عام 1938 حين كان عمره 26 عاماً. وختم المحاضر بأن نجيب محفوظ ظاهرة اجتماعية متفردة في الأدب العربي المعاصر بوجه عام، والشكل الروائي بوجه خاص، مؤكداً أنه شخصية فذة أسهمت في بناء صرح الحضارة الروائية العربية الحديثة وسمت بها نحو مصاف العالمية.