الصحف و الجرائد باللغة العربية - اخبار عربية - صحف و جرائد الوطن العربي - جرائد عربية - صحف عربية - Arabic Newspapers Online
تأجيل التوقيع النهائي لأجل غير مسمى – العملية السياسية.. الشيطان في التفاصيل منذ شهرين الانتباهة
تأجيل التوقيع النهائي لأجل غير مسمى – العملية السياسية.. الشيطان في التفاصيل
الانتباهة أون لاين
تقرير: محمد جمال قندول
بينما كان الجميع يترقب مساء أمس الاول (الاربعاء) ختام ورش الاصلاح الامني المنعقدة بقاعة الصداقة، تواترت انباء عن عدم حضور ممثلي الجيش والاجهزة النظامية الاخرى، وهو ما بدا واضحاً بخلو مقاعدهم في المحفل الذي انعقد الامر الذي خلق حالة من الارتباك.
ونقلت وسائل اعلام عن مصادر انباءً عن تأجيل الموعد المضروب للتوقيع على الاتفاق النهائي لوقت لاحق. والمتابع للمتغيرات التي طرأت على معادلة العملية السياسية يلتمس التعقيدات الجديدة التي قد تعصف بها صوب الانهيار رغم تأكيدات اطراف الازمة بالتزامهم بالإطاري، ولكن شيطان التفاصيل كان حضوراً في ورشة الاصلاح الامني.
(1)
واكدت (العربية الحدث) نقلاً عن مصادرها بالخرطوم تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي بين أطراف العملية السياسية الذي كان مقرراً غداً (السبت).
وبشأن خلافات دمج الدعم السريع داخل الجيش وتواقيته الزمنية التي عصفت بالجداول الزمنية المعلنة وبعد جدل واسع اثاره غياب ممثل الجيش عن ختام ورشة الاصلاح الامني، خرجت القوات المسلحة ببيان في وقت متأخر من مساء الخميس أكدت فيه التزامها بالعملية السياسية الجارية الآن، كما تقدمت بالشكر لجميع المشاركين في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، واوضح البيان ان الجيش ينتظر عمل اللجان الفنية التي تعمل على إكمال التفاصيل المتعلقة بعمليات الدمج والتحديث وصولاً لجيش وطني واحد يحمي التحول الديمقراطي، وذلك تمهيداً لأن تكون هذه التفاصيل جزءاً من الاتفاق النهائي.
التعقيدات التي صاحبت الورشة وتمخضت عنها التداعيات الاخيرة أسهمت بشكل مباشر في سير مصفوفة المواقيت الزمنية المعلنة مسبقاً بالتوقيع على الاتفاق النهائي بين الاطراف المحددة وتشكيل الحكومة المدنية، حيث اعلن الناطق الرسمي للعملية السياسية خالد عمر يوسف مواصلة الأطراف المدنية والعسكرية العمل على قدم وساق لإكمال المناقشات حول بعض تفاصيل قضايا الاتفاق النهائي، ونوه خالد بعدم تحديد زمن من اية جهة بشأن التوقيع يوم السبت القادم، واشار الى ان النقاشات مستمرة خلال اليوم، وحال حدوث رأي وأية متغيرات ستجتمع القوى المدنية والعسكرية الموقعة على الاتفاق الاطاري للبت بشأنها واطلاع الرأي العام عبر قنوات التواصل الرسمية.
َ(2)
وتسعى الرباعية والثلاثية لطي الخلاف، وتقود جهوداً حثيثة للاسراع بانجاز الاتفاق النهائي، غير ان اشتراطات الجيش المتمثلة في مناقشة دمج الدعم السريع افضت الي الغاء الاول من ابريل كتاريخ للتوقيع بين الاطراف المعنية.
وتلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس اتصالاً هاتفياً من مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي في، حيث اطلعها على سير العملية السياسية والجهود الجارية لتحقيق التوافق بين المكونات السياسية بالبلاد وصولاً لحكومة مدنية تستكمل ما تبقى من الفترة الانتقالية.
ومن جهتها اكدت مولي خلال الاتصال الهاتفي دعم الولايات المتحدة الأمريكية العملية السياسية وكل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
ويذهب استاذ العلاقات السياسية محمد عبد الجبار الى ان ورشة الإصلاح الامني والعسكري ظلت هاجساً قبل انعقادها، وذلك لعدم رضاء الجانب العسكري عن استعراض ونقاش قضايا امنية في جلسات علنية وبحضور مدنيين، غير انهم اقدموا على الخطوة وسط ضغوط خارجية، وذلك لابداء حسن النية والتزامهم بمجريات الحل السياسي الجاري. ويرى محدثي ان عدم حضور ممثل الجيش في الجلسة الختامية للورشة رسائل واضحة من الجانب العسكري بعدم رضائهم عما تم استعراضه، فضلاً عن تمسكهم الواضح بدمج قوات الدعم السريع وفق مدة زمنية متفق عليها.
وقطع عبد الجبار بعدم الذهاب للتوقيع النهائي للعملية السياسية بشكلها الحالي، حيث ينقصها الاسناد السياسي والشعبي الكبير في ظل مقاطعة عدد كبير من التحالفات والكتل الرافضة للإطاري.
(3)
الكتلة الديمقراطية برزت كاحد أقوى الرافضين الفاعلين للعملية السياسية بشكلها الحالي، حيث اكد رئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم تمسكهم بموقفهم، فيما وسعت الديمقراطية من كروت الضغط، حيث هددت باغلاق الاقاليم، ولوح الناظر محمد الامين ترك باغلاق الشرق في الاول من ابريل حال تم التوقيع على الاتفاق، فيما أقامت الكتلة كذلك ندوة جماهيرية حاشدة بحاضرة شمال دارفور الفاشر تحدث فيها عبد العزيز عشر ومعتز الفحل ومبارك اردول وآخرون، وبالمقابل فإن تحالف الحل الجذري بزعامة الشيوعي يلتزم الصمت مع ادخاره بطاقة تحريك الشارع، وذلك من واقع هيمنة الحزب الشيوعي على بعض الكيانات الشبابية، والتيار الاسلامي بدوره بدأ بترتيب صفوفه مبكراً، فبينما انشغلت اطراف الصراع بتفاصيل الازمة عكف المؤتمر الوطني على اقامة تجمعات وندوات تحدث فيها رئيس القطاع انس عمر، فيما شهدت الجزيرة ظهور نادر للامين العام للحركة الاسلامية علي كرتي الاسبوع الماضي، في وقت تستعد فيه الحركة لعقد مؤتمرها العام العاشر خلال ايام.
والناظر لمجريات راهن القوى السياسية الرافضة يلتمس بوضوح صيفاً ساخناً في انتظار اية حكومة مدنية تشكل او تصمم بالاطراف الحالية للاطاري دون توسعة، مما جعل المكون العسكري تحت مطرقة الاستمرار في الاطاري بصورته الحالية ارضاءً لبعض الدوائر الخارجية ولاكتساب المزيد من الوقت للتكتيك، وسندان الاقدام على المضي في حل سياسي قد يضاعف محن البلاد بازمة معقدة قد تسهم في اسقاط الحكومة المرتقبة حال تم تشكيلها واعادة الاوضاع لما قبل الخامس والعشرين من اكتوبر.
(4)
وابلغت مصادر متطابقة (الانتباهة) بتأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي والمواقيت الاخرى لاجل غير مسمى، وذلك لاشتراط القوات المسلحة التزاماً بمواقيت معلومة للدمج، حيث تصر قوى الاطاري على مدة عشر سنوات لدمج الدعم السريع، فيما يتمسك الجيش بعامين لثلاثة، فضلاً عن عدم رضاء ممثلي الاجهزة الامنية عن تفاصيل ورشة الاصلاح الامني، فيما نقلت (العربية الحدث) من مصادرها ان الجيش اكد عدم التوقيع على اتفاق نهائي غداً السبت، وذلك لعدم حسم مسألة الدمج وان الخلافات حول هذا الامر مازالت قائمة.
والشاهد على مآلات الاوضاع السياسية يتساءل عن السيناريوهات المرتقبة خلال الايام المقبلة التي في ما يبدو ستكون حافلة بالاحداث الساخنة، فبينما يتوقع مراقبون ان تقدم مجموعة المركزي تنازلات وذلك وصولاً للاتفاق النهائي، خاصة ان الاخيرة تلعب بآخر أوراقها، حيث خاضت غمار الإطاري وسط رفض قوى سياسية كانت تشاركها سابقاً في الحاضنة السياسية الأولى لحكومتي عبد الله حمدوك، فضلاً عن خسائر طالت صورتها العامة في اوساط الشباب الذين اتهموا اطراف العملية السياسية بالسعي خلف السلطة ونسيان مطالب الثورة، وليس ببعيد استمرار الاحتجاجات الرافضة وفق جدول مليونيات مستمر، الأمر الذي جعل الامة والمؤتمر السوداني وشركاءهم في المركزي يصرون على خوض غمار آخر حلولهم للسعي صوب الهيمنة على المشهد السياسي، خاصة ان انهيار الحل الجاري يعني فعلياً تراجع مكونات للخلف وتقدم اخرى قد تكون جديدة، الامر الذي يجعلهم ايضاً يرضخون لضرورة توسعة الاتفاق باضافة الكتلة الديمقراطية، لضمان الحصول على قاعدة عريضة للحكومة الجديدة حال تم انجاز الاتفاق النهائي.
ولكن بعض الاصوات تختلف في قراءتها لراهن الاحوال، حيث ترى ان ورقة الترتيبات الامنية أسهمت بشكل كبير في تعطيل العملية السياسية وخلط اوراق اللعبة، مما يمهد لسيناريوهات اخرى من ضمنها ان يحصل البرهان على تفويض مطلق من كتل سياسية عريضة، وليست بعيدة الكتلة الديمقراطية، للشروع فعلياً في اجراء قرارات حاسمة من ضمنها تشكيل حكومة تصريف مهام والاتجاه صوب الانتخابات المبكرة.
(5)
ودون حاكم اقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي على صفحاته بمنصات التواصل الاجتماعي انهم سيظلون على ذات التماس مع الشعب وقضاياه، مؤكداً التزامهم بالمبادئ الوطنية، وذلك لتسلحهم بالارادة الثورية التي تأبى الانحناء على حد تعبيره. وبرز مناوي وجبريل كاحد ابرز الرافضين للاطاري.
ويبدو ان التنبؤ بما ستمضي اليه البلاد من احداث مستحيل، خاصة ان الواقع بات شديد التعقيد وقد يفضي لسيناريوهات كارثية حال عدم التوصل لتوافق وطني عريض، وكل ذلك بالتزامن مع أوضاع اقتصادية بالغة السوء رغم تبشيرات وزير المالية جبريل ابراهيم خلال تنويره لعدد من الصحافيين قبل ايام بمنزله، ببشريات في يونيو المقبل دون كشف تفاصيل اضافية.
The post تأجيل التوقيع النهائي لأجل غير مسمى – العملية السياسية.. الشيطان في التفاصيل appeared first on الانتباهة أون لاين written by Jabra .