قل لمن عاب صمته... خلق الحزم أبكما
منذ ٢٥ يوم    الوحدات نت
في المسلسل الشهير التغريبة الفلسطينية؛ ليست مجرد شخوص تلك التي رسمت صورة النكبة وما قبلها وصوّرت الإرهاصات التي بعدها، فأرّخت للنكبة وأحداثها وتفاصيلها وآلامها على مدار واحد وثلاثين حلقة تتحامل على المشاهد، فلا تترك له خيارًا سوى التذكّر. تأسره في قفص الحقائق بأنّ النكبة مستمرة وأن العودة حقٌّ، وتحرس ذاكرة الأرض المغتصبة في وجدان كلّ عربي فتكتب سيرة من لا سيرة له في بطون الكتب، وإنّما هي جزء من عمل حكائيٍّ دراميّ بامتيازٍ، يضمّ مجموعة من قصصٍ بسيطة المبنى، عميقة المعنى تتداخل فيما بينها مسفرةً عن أطروحة من النقائض التي تفتش في أسئلة كثيرة وتحاول الإجابة عنها تاركة المشاهد بين الدهشة والترقّب، والألم، والكثير من الانغماس. ففي مسلسل كهذا وصفه كاتبه الدكتور وليد سيف بذاكرة التاريخ، وأبدع مخرجه حاتم علي في تصوير كل إطار من أطره المؤلمة المتنوعة منتجًا لقطات عصيّة على النسيان، ستكتفي بالمشاهدة لأنّ التعبير لن يسعك، وستذرف الدموع فور سماعك لإيقاع البداية الذي سيلاحقك أياما عديدة، كأنّ الصوت جزء من القضية، أو أنّ كلمات إبراهيم طوقان: صامتا لو تكلما لفظ النار والدما... قل لمن عاب صمته... خلق الحزم أبكما. وهي تختصر كلّ الشتات وكلّ الشجن وكلّ الفداء، قطعت قول كلّ خطيب، ثمّ ستذرف الدمع بعدها كثيرًا؛ لأنّ كلّ مشهد مرثاةٌ، وكلّ صورة مأساةٌ، وكلّ كلمة مقاومة. “ اللهم إليك نشكوا ضعف قوتنا ، وقلة حيلتنا ، وهواننا على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربنا ، إلى من تكلنا ، إلى بعيد يتجهمنا ، أم إلى عدو ملكته أمرنا ، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لنا ، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بنا غضبك ، أو يحل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك “ #غزه يا وجع القلب